Tuesday, April 14, 2009

لبننة "حزب الله" والزوج العوني المخدوع

Zoom Out

لبننة "حزب الله" والزوج العوني المخدوع

لكم يبدو العونيون هذه الأيام أشبه بالزوج المخدوع.
"حزب الله" يتسبّب بفضيحة مدويّة في مصر، تمثلت في إرساله المدعو سامي شهاب سواء لتقديم مساعدة لوجستية أو تهريب سلاح الى حركة "حماس" كما اعترف الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أو لتحضيره للقيام بأعمال إرهابية والاعتداء على سواح إسرائيليين كما ورد في الاتهامات المصرية.

إزاء هذه الفضيحة يسأل اللبنانيون مجموعة من الأسئلة، ومنها:
أين ادعاءات العونيين بـ"إنجاز" لبننة "حزب الله" الذي لطالما فاخروا بأنهم أنجزوه في ورقة التفاهم؟

كيف يمكن لـ"حزب الله" خرق كل الأصول والقوانين والأعراف الدولية في التعاطي بين الدول؟

ما هو موقف الدولية اللبنانية أولا؟ وما هو موقف "التيار الوطني الحر" ثانيا؟

من يتحمّل المسؤولية إزاء أي ردّ فعل إسرائيلي على دور "حزب الله" في هذه القضية؟ وهل سنعود لنسمع معزوفة "لو كنا ندرك أن هذا الأمر سيسبّب رد الفعل هذا لما أقدمنا عليه؟"

هل أسقطت هذه الفضيحة زيف ادعاءات "حزب الله" بأن دوره يقتصر على الدفاع عن الأراضي اللبنانية ويثبت أن مشروعه أبعد بكثير من الحدود اللبنانية؟

طالما أن نصرالله اعترف بأنه يسعى الى مساعدة الفلسطينيين من "دول الطوق" كما أسماها فهل يعني ذلك وجود خلايا في دول أخرى غير مصر؟
كيف يمكن القبول بأي حزب بامتدادته العسكرية واللوجستية الاقليمية؟

والأهم كيف يمكن بعد اليوم العمل لإبعاد صفة الإرهاب عن "حزب الله"؟

في مواجهة كل هذه الأسئلة وسواها يبدو العونيون في لبنان أشبه بالزوج المخدوع، أو ربما أشبه بالديك الذي اعتقد لسنوات أن الشمس تشرق عندما يصيح وأنها لن تشرق إذا لم يصح. هكذا ظن العونيون أن توقيع ورقة مع "حزب الله"، حامل مشروع الثورة الاسلامية والدولة الاسلامية والمنخرط في مشروع ولاية الفقيه، ستلبننه وتجعله يقبل بشروط اللعبة الداخلية ويتخلى عن مشروعه الأوسع مدى، مشروع الأمة الإسلامية.

فهل يستفيق العونيون من الخدعة التي ورطهم فيها "حزب الله" الذي لم يسع لغير الحصول على غطاء مسيحي لمشروعه الإسلامي أم أن السيف سبق العزل وتمكن "حزب الله" من تحويل العونيين أدوات صغيرة في لعبته الكبيرة فيكون العونيون غرقوا في شباك العنكبوت الحزب اللهي؟

طوني أبي نجم

No comments: