Wednesday, November 19, 2008

عون لم يتغير بل أدركوا حقيقته..

عون لم يتغير بل أدركوا حقيقته.. فخرجت الرهينة عن طوع خاطفها مؤسسو «التيار الوطني الحر» لا يندمون.. و«جنرالهم» دفنوه في باريس
مؤسسو «التيار الوطني الحر» باتوا خارجه بملء إراداتهم، لم يغرهم «التيار العوني» الجديد، ولا «جنرالهم الباريسي» العائد الى لبنان بزخم «صفقة سورية»، اكتشفوها لاحقاً، ضاعوا كما يقولون، بين «مهندس التحرير» و»قائد الجيش» الطامح دوماً ليكون رئيساً للجمهورية، ضاعوا في «أحلام» و»أوهام» انسان غامض، داس على نضال 17 عاماً من أجل استقلال لبنان وسيادته، وصعد على أكتافهم الى عالم السياسة، فاحتكرها لنفسه، ولصهره وزير الاتصالات جبران باسيل، وللمقربين في تكتل «التغيير والاصلاح»، الذي تفوح منه رائحة «الفضائح». مشكلتهم مع ميشال عون، انه «باع القضية، وتمرد على ضميره ووجدانه، وبات يقاس بالمال». يعتبرون انه «خان لبنان»، ويستغربون كيف تحول «منقذهم» الذي كانوا يرونه «خشبة الخلاص»، الى «مجرد أداة يحركها «حزب الله» ومن خلفه السوري والايراني كيفما يشاء، ومجرد غطاء مسيحي لسلاح غير شرعي لا يخدم لبنان أولاً، بل إيران وسوريا، ويبرر (قائد الجيش سابقاً) اغتيال ضابط طيار تجرأ على التحليق في هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني فوق مناطق محظورة من دون أن يأخذ إذناً؟».
لم يتغير العماد عون بنظرهم، بل زالت الغشاوة عن عيونهم، فرأوا الجنرال على حقيقته، رجلاً لا يزال يلعب دور العسكري الآمر الناهي، ويحيط نفسه بمجموعة من الضباط المتقاعدين الذين يوصلون اليه الاخبار المخابراتية حتى عن اعضاء التيار أنفسهم. انتهى «الزمن الابيض»، و»التيار العوني» بنظرهم متجه الى الانحلال، وخسارتهم مواقعهم في النقابات، التي كانت تشكل نقطة الثقل في الوجود السياسي للتيار، وخسارتهم في الجامعات، خير دليل على التحول الكبير في المزاج المسيحي..
يقسم «صقور» التيار سابقاً، القاعدة العونية الى 3 فئات: الفئة الأولى، تنتظر انتخابات الـ2009 لدخول المجلس النيابي «كي لا يذهب عمرهم في خدمة عون وحاشيته هدراً»، واذا لم تحصل على هذا «الشرف» ستترك التيار، و»على عون السلام». والفئة الثانية تستفيد من وجودها في «التيار العوني» مادياً من «المال النظيف والطاهر»، ومن مصلحتها البقاء بغض النظر عن المشروع السياسي الذي يمثلونه، «فهؤلاء طارئون على الحياة السياسية، ومروا على النضال مرور الكرام، ويفاخر عون في أحد مجالسه حين يضرب المثل بصهره الذي «كان يعمل ويجمع الاموال، فيما كنتم (قياديو التيار) ترفعون الشعارات وتتظاهرون...! أما الفئة الثالثة التي لا تزال تؤمن بمبادئ «تيار أيام زمان»، وتشكل القاعدة الاساسية، فهي في مسار انحداري، طالما توقن يوماً بعد يوم، أن الناطق الرسمي باسم المسيحيين في لبنان والشرق ميشال عون ذاهب بهم الى الهاوية.
ليسوا نادمين على «نضال» من أجل لبنان، يفاخرون بأنهم أول من قاوم «الاحتلال السوري»، ويكفيهم شرفاً انهم «صنعوا» المرحلة البيضاء لـ»التيار الوطني الحر»، والأهم انهم خرجوا من «الحالة العونية»، التي باتت تتسم بالشمولية، وتؤله «القائد المفدى»، الى حالة وطنية جامعة، تحفظ لهم ولتاريخهم أنهم كانوا ولا يزالون صقوراً في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله. بين هذه السطور، يروي بسام خضر الآغا، وعبد الله خوري، وايلي محفوض، حكايتهم مع «الجنرال»، ولو كانت التجربة «غنية» جداً، ويلزمها صفحات وصفحات لتسليط الضوء على واقع مفاده أن رجلاً كان ولا يزال، يرى لبنان واللبنانيين وسيلة للوصول الى كرسي في قصر بعبدا، لم يصله، ولن يصله.[الآغا.. «الخيانة بتهد رجال» بسام خضر الآغا، مسلم سني خاض مع «الجنرال» معركة الاستقلال منذ 17 عاماً، حينها لم يكن «التيار الوطني الحر» قد تأسس. يقول: «كنا مجموعة عونية تعد على الاصابع، تتعرض للاعتقالات دائما، في سجون وزارة الدفاع والبوريفاج، ولكن واصلنا نضالنا دفاعاً عن القضية، وكنا نرى ميشال عون بمثابة المنقذ أو المخلص.. للأسف كان يخدعنا».
أين القضية اليوم؟.. يجيب: «لا تزال القضية أمانة في أعناقنا، فالاستقلال ليس ناجزاً بعد، ولا أزال مقاوماً من اجل مبادئي، وليس من أجل ميشال عون، الذي باع القضية، وتمرد على ضميره ووجدانه، وبات يقاس بالمال، ميشال عون خان لبنان». وتعقيباً على الخيانة، يلفت الآغا الى انه حين قدم استقالته، ختمها بعبارة لطالما كان يرددها «الجنرال» الذي «مات في باريس»، على مسامعنا، وتقول: «يا جنرال.. الخيانة بتهد رجال.. وبتمحي الابطال». الآغا أحد مؤسسي «التيار الوطني الحر»، وكان عضو هيئته السياسية العليا قبل استقالته، ينعى «جنرال باريس» الذي «طلع على كتافنا»، وتحول الى «النائب ميشال عون في لبنان، والى مخبر صغير لدى سوريا وإيران، مخبر سيئ، لن نسامحه، مهما عظم شأنه، واشتد عظمه، سنحاسبه هو والزمرة التي تحيط به».
[الانسان الغامض يصف عون بـ»الانسان الغامض في علاقاته غير المنظورة»، ويضيف: «اكتشفنا خداعه بعد أن جمعنا المعلومات منذ استقالتنا واطلعنا على محاضر الجلسات السرية، بات مؤكداً أن قصة عون ليست جديدة، بل قديمة جداً، ومن يقرأ مذكرات محسن دلول، والبير منصور، يتيقن تماماً من ارتباط عون بالسوريين منذ العام 1989، حين كان قائداً للجيش، فهو أعلن حرب «الالغاء والتحرير» بطلب وقرار سوري، بهدف القضاء على «القوات اللبنانية»، وكي يقطف الوعد السوري بالوصول الى رئاسة الجمهورية، لكن السوريين عندما عرفوا انه موتور وغير طبيعي، أبلغوا دلول أنهم لا يريدون عون رئيساً للجمهورية».
يستذكر الآغا ما كان يقوله عون عن «حزب الله»، وولد لديه حقداً وكرهاً لهذا الحزب، ويقول «كان ينعته دائماً بالارهاب، ويردد أنه لا يقبل بأي سلاح ميليشياوي ... ولكنه تغير بسبب المال، لم أكن اتوقع ان يكون ثمن ميشال عون مالاً، يحدد حركته السياسية، ويمنعه من التعاون مع الخط السيادي والاستقلالي». ويعتبر «ان التحالف الرباعي كان بدعة لاستنهاض المسيحيين خلف عون، وكان خدعة مفبركة لتعويمه مسيحياً».
في هذا السياق، يوضح «أن «حزب الله» لا يقبض ميشال عون، لأن مشروعه ليس لبنان، لكنه أحكم السيطرة على تياره، الذي يشهد حالات تمرد واسعة». ويكشف من دون ذكر اسماء «ان أحد المنسقين في التيار الوطني الحر يقول في مجالسه الخاصة، انه لا يكترث لقرار العماد عون بترشيحه الى الانتخابات أم لا، لأن «حزب الله» ضامن لترشيحي»، ويعلق ساخراً «شوف وين صار التيار».
[انحدار .. وكرامة ! لا يتخيل أن «الجنرال» أصبح بمستوى ناصر قنديل، أو وئام وهاب.. ، ويروي ما حصل معه في انتخابات العام 2005، «حينها رشحني عون في قضاء المنية ـ الضنية، لأقف بوجه النائب أحمد فتفت، وكنت مرشح «التيار الوطني الحر» الوحيد في تلك المنطقة، ولكن نتيجة ظروف سياسية، ودخول المال على الخط، قبض ثمن ترشيحي مبلغاً كبيراً، وطلب مني الانسحاب، لكن انسحابي لم يرق لمرشح كان على اللائحة التي سأخوض المعركة الانتخابية من خلالها، فتحدث الى النائب السابق وجيه البعريني، الذي قال لي ان اتصالاً من العماد عون يعيدني الى اللائحة، فاتصلت به، وفاتحته بالموضوع، فقال لي» يا بسام هل تقبل ان أتصل برجال مافيا وتهريب ومخابرات من أجل موضوع كهذا؟»، كرامته لم تسمح له بذلك، فوافقته الرأي، وإذ بي أرى في أيام لاحقة البعريني في الرابية يشيد بميشال عون»!!.
لا يستغرب الآغا التحريض المستمر لميشال عون ضد «تيار المستقبل»، ويقول:» كان عون حاقداً على الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل اغتياله، كان يقول لنا دائماً ان الحريري حبل مشنقة حول رقبتنا، اقطعوه قبل أن يقطعكم، واعتقد أن لجنة التحقيق الدولية يجب أن تدقق في الخلفية السياسية لهذا الكلام».
يسأل «هل تتخيل ان عون ذاهب الى سوريا؟ هل هو ذاهب ليكسر رأس حافظ الاسد كما كان يقول دائما؟ وهو الذي قال في محاضرة في جامعة فرساي في العام 2002، ان النظام السوري هو العراب الاول للارهاب في المنطقة والعالم، فما الذي تغير يا ترى؟!». باختصار شديد، يرى الآغا «أن عون ذاهب بمن تبقى معه من المسيحيين الى الهاوية»، ويختم كلامه بالاشارة الى انه لا يشعر بالندم، بل يعتز بتجربته من أجل استقلال بلده، ويفخر بأنه جعل طرابلس «نظيفة» من «التيار الوطني الحر»، بعد انقلاب عون على المبادئ والاسس. [خوري .. من تيار «حر» الى «عوني»! عضو الهيئة التنفيذية في «التيار الوطني الحر»، ومسؤول التعبئة العام السابق عبد الله خوري، كتب في أكثر من مناسبة عن الفارق بين «التيار الحر» و»التيار العوني» الحالي، «فالنهج لم يعد كما كان والهدف الذي من أجله بدأنا النضال انتهى».حين بدأ في العام 1988 العمل السياسي والنضالي، يومها «كان الخطاب السياسي هو الذي شكل لدينا القناعة في خوض المعركة من أجل استقلال لبنان».. يقول: «جيّرنا كل جوارحنا وامكاناتنا للعماد، ورغم الحروب التي خضناها والمعاناة والخسائر التي تكبدناها، الا أننا كنا نعيش الزمن الابيض». العام 2003 كان بالنسبة الى خوري، تاريخ انتهاء ذلك «الزمن الابيض»، حين بدأ العماد عون اتصالاته بالنظام السوري، والتي توجها بعودته الى بيروت، ولعل مواقفه اليوم هي اضاءة على الماضي القريب، وعندما يتذكر «الهدف الذي من أجله أسسنا التيار، أدرك تماماً ان المرحلة لم تعد بيضاء، فكيف لنا ان نسدل الستار على تاريخنا ونضالنا ودماء شهدائنا ونصفح عن النظام السوري كما يفعل العماد عون اليوم؟».. ببساطة «لم يعد هناك تيار وطني حر»، هناك «تيار عوني» لا يربط بينه وبين التيار الوطني الحر اي رابط»، بحسب خوري، الذي لا يزال يعتبر نفسه في جذور التيار «فطالما الامور لا تزال قائمة على التسويات، وطالما السوري لم يتركنا حتى اليوم، تارة يتدخل في شؤوننا، وتارة أخرى يعطل البلد، وطوراً يزرع الرعب والارهاب، لهذه الاسباب واكثر وثيقة التيار لا تزال قائمة». [حين يصبح الخلاف على «العقيدة» يروي خوري انه «في العام 2003 ظهرت مشكلة تنظيمية في عمل التيار نتيجة لاتساعه، فطلبت من العماد عون ان نقوم بعملية تنظيم واسعة، في بادئ الامر وافق، لنفاجآ بعد ذلك انه أوكل المهمة الى أقاربه، الذين هم دون سواهم في العمل السياسي وفي النضال، رفضت هذا الامر لأننا حالة وطنية ولسنا تجمعاً عائلياً، لنكتشف بعدها انه يتصل بالنظام السوري»، حينها لم يعد الخلاف على تنظيم، بل اكثر من ذلك، تحول الى خلاف عقائدي. عندها قرر خوري فك ارتباطه بالتيار العوني، والبقاء في النضال الذي من اجله وجد «التيار الوطني الحر».
يقسم مسؤول التعبئة السابق التيار اليوم الى 3 فئات: «الأولى انتظارية، تنتظر انتخابات الـ2009 للحصول على مقعد نيابي، واذا لم تحصل على هذا الشرف ستترك التيار، والثانية مصلحية بحت، تستفيد من وجودها في التيار العوني مادياً ومن مصلحتها البقاء بغض النظر عن المشروع السياسي الذي يمثلونه، والثالثة وطنية لا تزال تؤمن بمواقف التيار، وهذه الفئة التي تشكل القاعدة الاساسية للتيار هي في مسار انحداري».
[مرحلة بيضاء ألغاها عون بـ»اتصال» خوري منفرداً، لا يستطيع المواجهة، ولكنه مع الرفاق الذين عاش معهم الايام البيضاء في التيار واجهوا لوائح العماد عون في انتخابات 2005، وفي الانتخابات الفرعية في المتن في العام 2007، دعموا الرئيس امين الجميل، وجهدوا لتجيير اكبر عدد من الاصوات لمصلحته، على الرغم من ان المرشح المنافس للرئيس الجميل هو ابن عم خوري .. «وعلى الرغم من هذا دعمنا الرئيس الجميل لأن المعركة، ليست مع اشخاص بل مع النهج المنحرف للعماد عون».
بنظره، «التيار العوني» متجه الى الانحلال والسنوات الاخيرة خير دليل على ذلك، خسروا مواقعهم في النقابات التي كانت تشكل نقطة الثقل في الوجود السياسي للتيار، وها هم اليوم يخسرون في الجامعات، وما ذلك الا دليل على التحول الكبير في المزاج المسيحي.. الذي يشكل نواة التيار على الرغم من ادعاءاتهم سعة التمثيل وعدم اقتصاره على الشارع المسيحي الذي يشكل الواقع الكياني للتيار، في حين أن أسهم «القوات اللبنانية» تصاعدية.
يتألم لما حصل في العام 1990، اي الحروب التي خاضها مع التيار، وهو اليوم ليس مع سمير جعجع، ولكن يؤيد طروحاته التي هي الطروحات نفسها لـ»التيار الوطني الحر» في مرحلته البيضاء. من 13 تشرين العام 1990 في الساعة الـ7:15 صباحاً الى العام 2004 تاريخ ظهور الخلاف العقائدي مع طروحات زعيم التيار.. مرحلة ناصعة البياض ألغاها العماد عون باتصال مع النظام السوري.
[محفوض..»تيار من دون مشروع» ما يعزي رئيس «حركة التغيير» ايلي محفوض، الذي كان في يوم من الايام من مؤسسي «التيار الوطني الحر»، أن «هناك اليوم من يجعل الشباب المندفع نحو الحالة العونية واعياً، ويجعلهم يعودون الى رشدهم، ولديهم اليوم فرصة افضل من التي كانت لدينا». ويشبه هؤلاء الذين لا يزالون يصرون على الاستمرار في النهج العوني بـ»الرهينة، التي حين يفرج عنها تبقى متعلقة بالخاطف، وهي حالة نفسية بسيكولوجية».
بنظر محفوض «ان «التيار العوني» اليوم عاجز عن تقديم مشروع سياسي، بل بالاحرى لا يملك مشروعاً سياسياً، ولا حتى كتاب مبادئ، واكبر دليل على ذلك انه ليس هناك من انتخابات داخل التيار، ومصيرها دوماً هو التأجيل، وبالتأكيد سيبقى الوضع على ما هو عليه، لأن العماد عون يدرك تماماً ان ليس من مصلحته اجراء انتخابات حزبية».
ولأن من كان ايام «النضال» يدرك تماماً معنى ان تكون في «التيار العوني» اليوم، بحسب محفوض، فهو ينكب «من تلقاء نفسه على توعية الذين لا يزالون يؤمنون بميشال عون كزعيم، من اجل اعادتهم الى رشدهم، فالحقيقة اصبحت دامغة، ولا أحد يستطيع انكارها، ولكن من هم عونيون، جدل بيزنطي ان تتواصل معهم لأنهم متعلقون بشخص ميشال عون.. اما الباقون فهم المقربون من عون، والذين نتفهم مصلحتهم الشخصية في الترشح الى الانتخابات، فضلاً عن طموحهم في تبوؤ المراكز في ادارات الدولة والتي وعدهم بها منذ سنوات». [نضالنا لن يشوّه
ينقل محفوض عن احد الوزراء التابعين لميشال عون قوله «اريد ان اكون وزيراً، واذا تركت العماد عون لن تستطيعوا إيصالي الى الوزارة»، هذا مثال على الحالة التي وصل اليها التيار في الآونة الاخيرة. «ونحن (والكلام لمحفوض) الذين اعتقلنا عشرات المرات، وصدرت بحقنا الاحكام العسكرية والقضائية، لن نسمح للجنرال المغتصب نضالنا، ان يشوه تاريخنا الناصع».
واكثر من ذلك يروي محفوض «أن العماد عون وفي احدى الجلسات مع قياديي التيار الذين كانوا يعانون من ضيق مادي توجه اليهم بالقول وبالحرف الواحد «ماذا افعل لكم؟ عندما كنتم ترفعون الشعارات وتتظاهرون، كان جبران باسيل يعمل ويجمع الاموال». الايام المقبلة ستشهد «فرط حبات العنقود»، يقول محفوض، «إن ما يحدث في التيار ليس مجرد تبديلات داخلية كما يدعون، فليس هناك من نظام داخلي كي يكون هناك تبديلات، واكثر من ذلك هم ينتقدون الحزب الواحد والاقطاعي، ويتصرفون بهذا المنطق، وها هو رئيسهم اليوم يملك القرار الاول والاخير».
[الآمر الناهي «العماد عون لم يتغير بل نحن من أدرك حقيقته، لا يزال يلعب دور العسكري الآمر الناهي، ويحيط نفسه بمجموعة من الضباط المتقاعدين الذين يوصلون اليه الاخبار المخابراتية حتى عن اعضاء التيار أنفسهم»، يقول محفوض، ويؤكد «أن أكثر ما لا يدركه العماد عون هو العمل السياسي الحضاري».
ويتابع أنه مهما حدث سيسجل التاريخ له ولرفاقه انهم «كانوا من مطلقي الحركة الثورية التي قاومت الاحتلال السوري، وعلى الرغم من اننا كنا مخدوعين بشخص ميشال عون، ولكننا اصحاب مبادئ بعكس اولئك الذين كانوا يعلمون ان عون يتواصل مع جميل السيد منذ العام 1993 وبقوا متكتمين». يختم محفوض حديثه برواية لم تكن تعني الكثير حينها، ولكن اليوم تعكس حقيقة ميشال عون «ففي عز الوجود الامني السوري كنا نجتمع في مطعم القلعة في المنصورية على مقربة من مركز المخابرات السوري آنذاك، كنا نعتبر اننا نقوم بانجاز ونتحدى الاحتلال، اليوم نتساءل او بالاحرى أنا شبه متأكد انهم كانوا يعلمون بكل تحركاتنا».

No comments: